Cloud Atlas 2012






اخراج وكتابة : اندي ولينا واتشوسكي ، توم تيكوير 
بُطولة : توم هانكس - هالي بيري - هوجو ويفنج



حياتنا ليست ملك لنا ، من الرّحم وحتّي الوصول الي القبر .. نحنُ مرتبطُون بالآخرين في الماضي والحاضر ، ومع كل جريمة وكل تصرّف لطيف ، نُنشيء مستقبلنا .
شخصيّاً ، أعتبر الاخوان واتشوسكي من أهم صُنّاع السينما حالياً .. الاخوان واتشوسكي قدّما في عام 1999 واحد من أكثر أفلام الخيال العلمي اثارةً للجَدَل وواحد من أعظمها علي الاطلاق ، وبعدها بستّة أعوام منحا جيمس ماكتيج نصّاً عظيماً ليخرج الي النور واحد من أفلامي المُفضّلة وهو V For Vendetta
وبالتالي كان طبيعيّاً بالنسبة لي أن أنتظر هذا العمل ، ورغم توقّعي لأنه سيكون أقل من المأمول ، انتظرت مشاهدته كثيراً .. وثمار الانتظار كانت شهيّة بالفعل .
بدايةً دعونا نضع العمَل بعيداً عن موسم الجوائز .. الاخوان واتشوسكي غير مفضّلين للنقّاد او للأكاديمية ، وهذا العام مُزدحم كثيراً بالأعمال الرائعة ، كما أنّ أفلام الخيال لا تملك تاريخاً مُشجّعاً في الأوسكار .
عندما انهيت الفيلم كان عندي بعض الشكوك و المشاعر المتضاربة حول الفيلم ، بعد فترة اكتشفت أن الفيلم فاق توقّعاتي خصوصًا أنّي لم أكن متحمساً له في المقام الأول ، الفيلم مُقتبس من رواية للبريطاني ديفيد ميتشل ، والتي ظهرت في عام 2004 ، عبارة عن 6 قصص مُتداخلة ، رحلة استكشافيّة في عُصُور مُختلفة ترتبط ببعضها بالرّغم من تباعد الأزمان بينهم ، دوائر متداخلة تتناغم بانسيابية بديعة و نقطة الارتكاز هي القرن قبل الماضي وسيمفونية البداية قبل 300 عام ، في سفينة ، مريض و طبيب و عبد .. الطبيب يُسمّم مريضه و الجشع محرّكه الأوّل ، و المريض يُنقذ عبداً من المقصلة ليرد له الجَميل بانقاذ حياته ، ليكون بطلاً للحكاية و صانعاً للتاريخ .
تستمر الحكاية بصرَاع الوجود قبل قرنبن من الزمان بين تلميذ و استاذه ، و البطل هو جَشَع المُعلَم و طموح التلميذ و سيمفونية ، ومسدّس.. قصة كلاسيكيّة تماماً و لكن هنا نقطة الارتكاز .. تنتقل حلقة الزمن سريعا إلى الحاضر و صراع من أجل الحياة .. مَشروع يهدد حياة الملايين بالتلوَث و مافيا تقتل كل من يبحث وعامل في المشروع تنفجر طائرته و صحفيّة تُخاطر بحياتها من أجل الحقيقة و على الهامش سيدة يقتل الشرير كلبها فتغير التاريخ .. 

تمتد الحلقات للمستقبل .. عصر الآلهة والجواري ، و الثورة مستمرّة و البطل إحدى تلك الجواري التي تحاول مع رفاق المقاومة لكن النهاية مؤلمة لينتقل التاريخ سريعا إلى مشهد ما بعد المستقبل ، هو عالم المستقبل و لكنه عودة لما قبل التاريخ .. البطلة المُنقذة أصبحت إلهة اسطورية تلهم الحكمة أولئك الذين لا زالوا يعتبرون قيمة الانسان أمام آكلي لحوم البشر .. صراع الوجود البدائي تماماَ .
انتهت الحضارة الزائفة و التاريخ يعاقب من قتلوا جماله .. النهاية نقطة مستقبلية أبعد .. و المفزع كوكب الأرض المليئ بالإشعاع القاتل يبدو نقطة زرقاء بعيدة و مهجورة . 
 في الواقع لم أستطع أن أصيغ القصّة بطريقة أفضل من هذه .. القصّة مُعقّدة بشكل كبير ، شاهدت هذا العَمَل مرّتان ، وفي المرّة الثانيَة ، بهرني الاخوان واتشوسكي تماماً ، مزيج من الأحاسيس الانسانيّة الرائعة ، وبرغم طول مدّة العَمَل - 3 ساعات - لا تشعر بالمَلَل مُطلقاً ، ويحوي قيمة فنيّة عظيمة ، قليل ممَا شاهدت يحوي هاتين الصفتين بدون طُغيان احداهما علي الأخري ،  و قليل من الأفلام تستطيع الجمع بين الصفتين في الأساس .
عظمة هذا العَمَل تكمن في نصّه .. نص عظيم بحق .. مُشع ومضيء في أوقات ، وحالك الظُلمة في أوقات اخري ، سريع النَسَق في بعض الأحيان وهاديء جداً في أحيان اُخري ، وعلي الرّغم من فكرته المُعقّدة الّا انك لن تتعب كثيراً ، خيوط الفيلم تتضح تدريجياً مع الوقت ، ونهاية العَمَل تربط كل الخيوط وتكشف الفكرة الرئيسيّة .. وبالرّغم من أن العمل يجمع في الأساس بين 6 قصص ، كانت موازنة هذه القصص هي التحدّي الأعظم للاخوان واتشوسكي ، طريقة الأحداث والترابط بين الأحداث والتناغم المُذهل في الدمج بين التوجّهات العديدة التي يحملها العَمَل كان أمراً جماليّاً للغاية
لن أتحدّث كثيراً عن الاداءات سوي لتوم هانكس ، الرّجل الذي بهر العالم في اداءه العظيم في 1994  وحاز اوسكارين مُتتاليين في التسعينات .. يقدّم أفضل اداء له منذ سنوات ، توم هانكس يُحافظ علي تون جميع شخصيّاته في الفيلم ، قليلون هُم المُمثلون القادرون علي الامساك بمُفردات الشخصيّة ودرجة حدّتها .. وتوم واحد من أعظمهم علي الاطلاق .

وعلي صعيد الصُورة ، هذا واحد من أعظم الأفلام المشهديّة التي شاهدتها في 2012 ، وهو أمر ليس بغريب علي صانعي ماتريكس .
  فيلم “سحابة أطلس” فيلم استثنائي بحق ، ثلاث ساعات من المتعة و الرفاهية السينمائية ، عن نموذج الانسان و اختياراته في الحياة ، عن الحب الذي لا ينتهي بمُوت أو رحيل أحد الحبيبين ..
نسخة عصرية مدهشة من الطيّب والشرس والقبيح ، قد لا يكون منافسًا حقيقيًا لأفلام هذا العام ، لكنه بالتأكيد من أفضل أفلام 2012 و من الراجح أنه سيبقى في الذاكرة لفترة ليست بالقصيرة . 

9 / 10



The Dark Knight Rises (2012)



بطولة : كرستيان بيل ، توم هاردي ، آن هاثاواي ، جاري أولدمان ، مايكل كاين ، جوزيف غوردون ليفيت ، ماريون كوتيار
إخراج : كريستوفر نولان

-----------------------------------------------

تبدأ قصّة العمل بعد بضع سنوات علي اتنهاء ما حدث في فيلم The Dark Knight
ففي ذكري رحيل هارفي دينت .. يحيّي رجال الشرطة قانون دينت الذي كان له الأثر الأكبر في تنظيف المدينة من الجريمة المنظّمة ..
تقودنا الأحداث الي سيلينا كايل .. وهي متسلّلة خطيرة .. تغزو منزل بروس واين وتسرق بصمته .. ويقوده هذا الي الفتّاك بين .. رجل عُصبة الظلام .. الذي وضع جوثام تحت الحصار .. ليبعث فارس الظلام مرّة أخري ..
في هذا العمل .. قابلتني عدّة مشاكل لم أستطع التكيُّف معاها اطلاقاً خلال المُشاهدة ..
فمثلاً في النصف الأوّل من الفيلم .. جاء المونتاج مملاً وبطيئاً .. ولم يُحكم المونتير سيطرته علي المشاهد ..
هذا بالاضافه الي التوتّر الزمني الواضح للفيلم .. فتارة تمر أشهر وتاره سنوات وتاره أخري دقائق دون أي تنسيق واضح بين زمن الشاشة والزمن الفعلي ..

نقطة أخري لم أستطع تجاوزها .. هي كثرة المُبالغات في عمل اُريد له أن يكون واقعيّاً .. فليس من المعقول أن تُرسل جوثام قوّتها الشُرطيّة الكاملة تحت الأرض .. لمواجهة رجل واحد .. حتّي ولو ورائه جيش كامل ..  هل تمزح يا نولان ؟؟
حتّي في نهاية العمل .. خلفيّة تصارع الوطواط مع بين هي خلفيّة كارتونيّة .. أو رقصة باليه شديدة الرفاهية .. ميزانسين هو الأسوء علي الاطلاق ..  أين عبقريّتك الفذّة في الاخراج يا نولان ؟؟
 ثم من أين أتي الوقت والمزاج الكافيين لقُبلة ساخنة وهُناك قنبلة نوويّة توشك علي الانفجار ؟؟ كيف دخل بروس واين المدينة .. أليست مُغلقة ومُحاصرة ؟؟
ويالها من مُصادفة عظيمة أن يقابل آن هاثواي في الطريق .. وكأنّه علي موعد غرامي .. تبّاً للكليشيهات السخيفة يا نولان ..

واذا أمكن تجاوز كل ذلك .. لم أستطع اطلاقاً تجاوز ازدحام الحدث في النصف ساعة الأولي من العمل .. ثم فرد الساعتين الباقيتين لاندفاع وتطور هذا الحدث .. فالنص قد غرق غرقاً كاملاً .. في تصوير الفوضي التي أحدثها بين ورجاله .. ثم انّني لم أشعر بقلق علي الاطلاق في مصير أهل جوثام .. لم أشعر مُطلقاً أن القُنبلة ستنفجر .. علي العكس من شعوري في مصير سفينتي 2008 .. وربما هذا نابعٌ في الأصل من اهمال نولان لتأسيس وبناء باين علي عكس ما فعل في جوكر 2008 ..
الافراط في توضيح الصراع النفسي داخل شخصية بروس واين – وليس الوطواط نفسه - جعل هذا العمل هو الأبعد دراميّاً عن شخصية فارس الظلام ..
في هذا العمل .. يؤكّد لي نولان ان لديه مُشكلة واضحة في ضبط ايقاع أفلامه ..
هذا النص .. الذي كتبه الاخوان نولان .. هو واحد من أسوأ نصوصهما السينمائية علي الاطلاق .. ربما هو الأسوأ ان تجاوزنا The Prestige
فلم يصنع الاخوان نولان شخصيّة تقف علي أرضيّة صلبة .. فعلي العكس من الجزء السابق .. تبدو شخصيّة الشرّ هنا مترهّلة الي حد كبير .. ربّما نجح في تصوير عُنفها ومدي خُطورتها .. ولكن الشخصيّة نفسها
لم تنجح في اسر المُشاهد كما فعل هيث ليدجر في 2008
بالاضافه الي الدوافع الغير واضحة لبين .. ولاءه الغير واضح لعُصبة الظلال رغم طرده منها .. ام ولاءه لميريندا تيت ؟؟


كل ما ذكرته شيء .. وشخصية ميريندا تيت شيء آخر .. هذه الشخصية بلا أدني شك .. هي أسوأ شخصية في العمل علي الاطلاق .. كيف تستولي علي أموال نولان ثُم تنقذها ؟؟ وكيف تظهر مرّة أخري لاكمال عمل قام به بين منذ البداية وكان يمكن أن يكمله وحده ؟؟ بل ومن الأصل لم تقترب من بروس وين؟؟
 يبدو تدخّلها في حياة واين مفتعلاً وساذجاً الي حد كبير .. وفي الأصل خطّتها لا تحتاج الي كلّ هذا .. وحتّي خطّتها ذاتها .. كيف تُكمل عمل أبيها رغم ذكرها انّها تكرهه !!
والعلاقة نفسها بينها وبين واين بدت مُفتعلة الي حد كبير .. مُجرّد المحاولة السخيفة لاعطاء دافع رومانسي لعودة واين هي كليشيه سخيف آخر في الفيلم ..
شخصيّة المُحقّق جوردون نفسها بدا وجودها تحيّة لما فعلته في الجزء السابق فقط .. ما جدوي اصابته ؟؟ وما جدوي عودته مرّة أخري .. برأيي وجود شخصيّة بلايك وحدها كان سيفيد الي حد كبير ..
وبرأيي أيضاً أن شخصيّة بلايك من أفضل ما في العمل علي الاطلاق .. طموحه .. مساعدته الدائمة لباتمان .. ولاءه للعامّة وليس لبذلته فقط .. امكانيّة تحويله الي روبين في جزء آخر .. بدت مُقنعة وممتازة الي حد كبير ..
وعلي الرّغم من الرفض الاجماعي لوجود شخصيّة سيلينا كايل في العمل .. الا انّي أري وجودها منح الفيلم الكثير .. علاقتها ببروس واين .. واحده من أفضل العلاقات التي رأيتها علي الشاشة .. 

نولان يؤسّس لعلاقة قويّة من البداية .. ثم يبني العلاقة باضافة كل تفصيله في مهارة لثاني مره أُشاهدها في عمل لنولان منذ فعلها في بناء هوس الجوكر ودوافعه المجنونة في 2008 .. رغبة سيلينا كايل في محو ماضيها والبدء من جديد .. نظرات آن هاثواي وهي تهتف في واين بأن يأتي معها ويترك جوثام .. علاقة الاعجاب الذي لم يصل الي حب بينها وبين واين ..
كلّها أشياء جعلت هذه الشخصيّة في نظري أقوي ما في العمل علي الاطلاق ..
في النهاية " صحوة فارس الظلام " ختام صادم بالنسبة لي لثلاثيّة كان من المُمكن أن تكون عظيمة .. افتقد الي الأصالة في تقديمه الي حد بعيد .. اصطدم بالكثير من الكليشيهات الساذجة .. افتقاد العمل الي روح الواقعيّة وروح المُغامرة كما قدّمها في الجزءين السابقين أفقده الكثير .. 

6.5 / 10





The Remains of the Day (1993)





اخراج : جيمس ايفوري
مدة العرض : 134 دقيقة 
النوع : دراما ورومانسي

---------------------------------------------------

- أنا في حيرة يا سيد ستيفنز, ماذا يمكن أن تقرأ؟
- كتاب يا مس كنتون! .. كتاب!
- واضح, لكن أي نوع من الكتب, هذا ما أريد أن أعرفه؟
- بصراحة يا مس كنتون, لا بد أن تحترمي خصوصيتي!
- لكن, لماذا أنت خجل إلى هذه الدرجة؟ لا بد أن يكون شيئاً بذيئاً؟
- غير وارد بالمرة أن يكون هناك كتاب بذيئ في مكتبة اللورد !
- لقد سمعت أن كثير من الكتب الثقافية الهامة تحتوي على أجزاء بذيئة, وإن كنت لم أجرء على النظر إليها حتى الآن .. والآن, أرجوك يا سيد ستيفنز .. أرني الكتاب .. دعني أرى ما تقرأ ؟
- أرجوك أنت تتركيني لوحدي يا مس كنتون. من المستحيل أن تثقلي عليّ هكذا في لحظات الفراغ الوحيدة المتاحة لي للإنفراد بنفسي!
- أرجوك .. أرني الكتاب الذي تمسك به يا سيد ستيفنز, وسوف أتركك تستمتع بقراءته .. ماذا يمكن أن يكون يا ترى ذلك الذي لا تريد أن تريني إياه؟
-لا يهمني على الإطلاق أن تكوني عرفت عنوان الكتاب أم لا يا مس كنتون! من ناحية المبدأ أنا اعترض على ظهورك هكذا فجأة واقتحام وقتي الخاص!

تقدمت نحوه برقة, خلّصت الكتاب من يده .. حينها فكّر في أن يشيح بوجهه عنها .. حينها سمعها تهمس

- يا إلهي .. شيء لا يستحق الخجل منه أو الشعور بالعار. ليست سوى رواية عاطفية يا سيد ستيفنز!

 



يبدأ العمل بوصول رسالة إلى ستيفنز من السيدة كنتون .. مدبّرة المنزل السابقة .. التي خدمت معه في دار اللورد دارلنجتون في شبابهما .. تحكي فيها عن حياتها
وتُلمّح إلى أن حياتها الزوجية لا تسير على ما يرام .. مما يجعل ستيفنز يأمل في إمكانية إعادة ضمها إلى طاقم مستخدمي دارلنجتون
بسبب النقص الشديد في عدد المستخدمين في الوقت الحاضر .. بسبب تغير الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية
يستعير ستيفنز سيارة السيد فاراداي الذي كان قد وعده بأن يعيره إياها ليذهب في رحلة إجازة في الريف أثناء سفر الأخير إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال رحلته ..يتذكر ستيفنز أحداث حياته التي قضاها في خدمة اللورد دارلنجتون .. والحياة الأرستقراطية وقتها .. يتذكر وفاة أبيه .. وتصرفات الآنسة كنتون عندما كانت مدبرة المنزل.
قصّة رئيس الخدم - انتوني هوبكينز - في علاقة عاطفية مع مديرة المنزل - ايما ثومبسون - قصة عظيمة .. لا تحمل ابتذالاً او استعراضات رومانسيّة بين عشيقين ..
استغلّها المبدع جيمس ايفوري في عكس صورة واقعيّة لرجل يخفي مشاعره ويروّض شهوته وراء قناع الجديّة والالتزام بعمله .. عمله فقط ..
يتناول العمل بكل حرفيّة شخصيتي العمل بكل تفاصيلها الدقيقة بطريقة محكمة .. ويستغلّها في انتقاد الطبقات البرجوازيّة وانتقاد العالم وحروبه
ولم ينس جيمس ايفوري فنّان العمل وسيّده الأوّل في ادارة نصّه العظيم في تحرير تلك الثورة التي تشتعل في داخل شخصيتي الفيلم .. ما بين خوف ستيفنز من ان يعلن لها عن حبّه ويخالف تعليمات سيّده
وما بين محاولات السيّدة كينتون من التقرّب لستيفنز .. والتي كانت تقابل دوماً بالصد ..


- هل أنت بخير؟
- نعم يا سيدي, بكل خير.
- تبدو كأنك تبكي؟

ابتسم وأخرج منديلاً مسح به وجهه
- معذرة يا سيدي, إنه إجهاد يوم عصيب !

نعم .. هو اجهاد يوم عصيب .. يوم وفاة والده .. مات في الطابق العلوي .. ويستمر الابن في ترتيب الحفل .. قدّم اخلاصه في العمل علي مشاعره .. الغي فكرة الزواج من المرأه التي اخرجت كل ما يجيش في نفسه من مشاعر ..
من اجل ان يكرّس نفسه لشيء .. لم يتبقي منه في النهاية .. سوي البقايا .. بقايا النهار ..
هو مجرّد يوم عصيب بالنسبة لما يعتمل في نفس هذا الرجل .. الذي اعتملت في نفسه كل معاني الارادة والصبر .. لم تحرّكها سوى السيّدة كينتون ..

اكثر ما راقني في هذا العمل .. هو هذا الهدوء .. هدوء قاتل .. ولكنّه قاتل للملل .. جمال عظيم يظهر في هذا الهدوء .. هذا النطق السينمائي الصامت الذي نجح فيه انتوني هوبكينز بامتياز .. حوار اخر
بعيداً عن حوارات النص .. هو لم يقل احبّك ولو مرّة !! وانّما نطقت بها عيناه .. توجد قصّة حب صارخة .. ولكنّها صامتة ..

فيلم بقايا النهار .. عن اخطاء الماضي .. كيف تعتذر عنها بعد فوات الاوان .. عن جدران تسكن النفوس .. تستتر خلف جدران اخري .. اعظم من سابقتها بكثير .. عن معني الحريّة ..
الحريّق الحقيقيّة .. حريّة التعبير عن نفسك .. والتغيير المطلوب .. في وقته المناسب

10 / 10


بعد الموقعة 2012




اخراج : يسري نصر الله 
تأليف : يسري نصر الله - عمر شامة 
تاريخ الاصدار : 19 سبتمبر 2012
الايرادات : 969.370 جنيه مصري
مدة العرض : 116 دقيقة 
النوع : دراما واجتماعي

 
عندما تشاهد فيلماً ليسري نصر الله .. اعلم أنّك مقدم علي تجربة مختلفة .. انت مقدم علي مشاهدة عمل لمخرج صاحب رؤي مختلفة .. وعظيمة .. ومُتمرّدة .. سواء اختلفت معه في اعماله او لا .. فلا تستطيع الانكار انّك عايشت واقعاً جديداً .. ثورياً .. الي اقصي حد ..
وهذا ما يمنح فيلمه هذا حضوراً استثنائيّـاً .. ففي هذا العمل .. يقدّم رؤية تسجيليّة تختلط بالروائية بشكل جيّد ..
يبدأ العمل بهذه المشاهد المألوفة التي طُبعت في ذاكرة كل مصري .. عن اقتحام الخيّـالة لميدان التحرير وهجومهم علي معتصمي التحرير .. ويُدمج بها في عمل مونتاجي يستحق التقدير .. مشهد باسم سمرة الذي يقدم دور محمود البيطار كأحد الخيّـالة وهو يُضرب ضرباً مبرحاً وهو يمتليء بالذهول !!
في مشهد آخر يذهب محمود ليحصل علي طعام لحصانه ويعامله الجميع بازدراء لمشاركته في اعمال ضد الثورة .. ينال اشفاق الناشطة الثورية ريم - منة شلبي - ..
وترغب في مساعدته .. وتقع في حبّه في علاقة فجائيّة بلا معني او هدف ..  وربما جاءت كما يقول صديقي مصطفي الباجوري في ضرورة رمزيّة في واحد من المشاهد الافتتاحية في العمل
حينما يقبّل باسم سمرة منة شلبي في منطقة مظلمه ترمز الي بداية علاقة الثوريين - ريم - مع الفئة التي قامت الثورة من اجلهم - محمود وامثاله -
في الواقع .. ساءني في هذا العمل .. جزئيّـات كثيرة .. خفّفت من اعجابي الفاتر بالعمل بعد لحظات من بدايته ..
الأولي ترتكز حول امتلاء العمل بالكثير من المناقشات الصاخبة .. جنباً الي جنب مع المشاهد الارتجالية في بعض اجزاء الفيلم .. ممّا اثّر كثيراً علي توازن العمل .. وارتباط شخصيّـاته ..
فالعمل في الكثير من الاحيان .. يطرح اسئلة صعبة وتشريحيّة .. معني الثورة .. حلقات الاستبداد الكلاسيكيّة .. كيف تثور لبشر لاتعرفهم .. كيف تعبّر عن من لا تعرفهم جيداً ..
أيّهما يولّد الآخر .. الذل أم الفقر ؟؟!!
ولكن المشكلة هنا .. في أن الأجوبة تصعد بشكل ذكي في بعض الأحيان .. وبشكل ساذج يفتقر للخبرة في احيان اخري ..
المشكلة الثانية .. هي أن الشخصية الأعظم ظهوراً في العمل .. هي اضعف شخصياته واكثرها توتراً .. وهي شخصية ريم .. وعلي الرغم من ان منة شلبي قدّمت اداءاً عالج الكثير من ضعف الشخصية علي الورق .. الا انّ الضعف امتد علي مستوي معالجة يسري نصر الله لها .. فهذه الشخصية .. تدعونا الي اكتشاف الثورة علي مدي ساعتي العمل .. الا انّي لم استسغ مسألة تحوّلها في نصف العمل الثاني .. الي مجرّد بوق .. يقدم توعية مباشرة لمعني الثورات .. لهؤلاء الغلابة الجهلاء .. الذين كادوا يجهضون الثورة .. ( عشان اكل العيش )
وفي جزئيّة اخري .. حتي وان تجاوزت عن علاقتها بمحمود بمسألة الرمزيّة التي اشار اليها صديقي .. وان كنت اعترف انها مسألة لا يحتملها الفيلم .. فعلاقة ريم نفسها مع زوجها ..
بدت مترهّلة الي حد كبير .. هناك خلل واضح في شخصيّة ريم علي الورق .. لم ينجح يسري نصر الله في معالجتها .. وبدت المسكينة "منة شلبى" حائرة فى الإمساك بالشخصية .
كما انّي شعرت في الكثير من الأحيان .. بأن ريم ثوريّة لمُجرّد ملء الفراغ !!
مشكلة اخري .. في ان يسري نصر الله .. مال الي التفسير في امور فهمناها بالأساس .. ولم يفسّر اموراً احتاجت تفسيراً من دواخل الشخصيات بذاتها ..
 وكما اكرّر دوماً ..النصوص العظيمة تخلق دوافعاً .. لا تقدّمها من السيناريست نفسه .. بل من دواخل الشخصيّات ..
هذا الاسهاب المطلق لنظرة اصدقاء ريم لأهل النزلة .. زوجها .. الشاب الذي يحضر العلف .. كل هؤلاء كرّروا نفس النظرة بجمل مباشرة ..
نحن فهمنا ان الأمر طبقيّاً .. يتخفّي وراء ان النزلة مكان للثورة المضـادّة ..
في اسهاب آخر .. تري حكاية هروب عبد الله من المدرسة تتّخذ منحني اكبر وافتعالياً الي حد كبير .. يتطوّر بشكل لم اتصالح معه الي المدرّسة التي تدخّن .. وبالطبع لم ترحمها ريم من مشهد جدلي ممل آخر لم يكن له داعي .. وبالطبع لم استسغ هذا التحوّل الكوميدي في شخصيّة المدرّسة التي كانت تصرخ وتأمر .. الي شخصيّة هادئة - في نفس المشهد - قائلة الي ريم
تعالي بس اقولّك .. دقيقتين بس !!!!!!
حتي شخصيّة الحاج عبد الله .. التي ظهرت في أوّل العمل .. ثم تتكدّس مشاهدها في الثلث الأخير من العمل .. في اشارة واضحة الي ترهّل العمل والخلل في توازنه ..
الخطوط النهائيّة للعمل نفسها لم تقنعني .. مسألة عودة ريم لزوجها .. اعادة محمود السلاح للحاج عبد الله لمجرّد رؤيته لابنه يراقص الحصان .. لم أكن لأرفض فكرة أن يظل محمود كما هو ..
ونري المستقبل ف ابنه عبد الله .. باعتباره واحد اصلاً من الشخصيّـات الرئيسية ..
ربما اكثر ما اعجبني .. هي رمزيّة نهاية العمل .. محمود بعد اصابته في مذبحة ماسبيرو .. نحن نجهل مصيره .. لكن نراه يصعد الهرم .. تتركه الكاميرا في بداية التسلّق .. لتتسلّق وحدها النهاية ..
وان كان العديد يتمنون ان يصعده مع عبد الله ..
لتكتمل معني الرمزيّة .. ولكن هي جزئيّة اعجبتني .. فما زال المستقبل السياسي لمصر حائراً متخبطاً
الثورة صعود مستمرّ .. ليست عزل ديكتاتوراً .. لا يمكن ان نقول الشعب يريد .. دون أن نفهم الشعب !!
جزئية اخري راقتني كثيراً .. ان يهتف محمود فى المسيرة "عيش ..حرية ..كرامة "و انسانية" بدلا من "كرامة انسانية كما ينطقها الثوار"
فى رمزية شديدة التميز لبساطة هذه الشخصية لغة ً و تعليما ً ..فهو اتقان لا محدود
نهايةً .. بعد الموقعة افضل عمل روائي طويل عن الثورة .. حاول ان ينظر الي معني الثورة نفسه .. لم يهتم بالكثير من التفسيرات .. اهتم بالنتائج وتحليلها فقط .. حاول ان ينظر الي الاطراف المرتبطة بالثورة
سار كالجمل المتحرّك .. يعلو ويهبط .. لم يستقرّ علي ايقاع معيّن .. وسيجد راكب الجمل في النهاية .. ان الرحلة شاقة .. جداَ .. رغم انّهت تحمل الكثير من التجديد ..
 6 / 10


Shutter Island 2010



 * المخرج : مارتن سكورسيزى .
* القصة : دينيس ليهان .
* سيناريو : ليتا كالوجريديس .
* التصنيف : دراما ؛ غموض ؛ إثارة .
* تاريخ العرض : 19 فبراير 2010م .
* شركة الإنتاج : بارامونت .
جزيرة معزولة في المحيط بها مشفى يسجنون به القتلة المريضين نفسياً حتى يشفون , أو الذين يعانون مشاكل نفسية لقيامهم بجريمة قتل .. يبدأ الفلم سنة 1954م  بقدوم المحقق (تيدي  دانيلز – ليناردو ديكابريو)، ومساعده “تشاك”, إلى الجزيرة للتحقيق في هروب إحدى السجينات (المرضى) من المستشفى , وتكون تلك السجينة متهمة بقتل أطفالها .. يعرض الفيلم الكثير من الحوادث الغريبة مع دخول المحقق تيدي .. بالاضافه الي عرض الكثير من المشاهد عن حياته ..
يطرح سكورسيزي في هذا العمل الكثير من الأسئلة هل هذا حقّاً سجن ؟؟ ما قصّـة اختفـاء القـاتلة ؟؟ ما سبب الاضطرابات النفسيّـة  لماذا لا يتعـاون عمّـال السجن .. وفي نهاية العمل يكشف سكورسيزي خيوط العمـل في مكاشفة كرتونيّـة جداً .. حيث يتبين أن المحقق “دانيلز” هو نفسه مريض نفسي تم وضعه في هذه الحبكة , أي كونه محقق يحقق في هروب سجينة ..  بهدف علاجه من مرضه النفسي أي تم ربط جميع الأمور بقصته الحقيقية التي يأبى أن يعترف بها.. وقصته هي أن “دانيلز” اسمه الأصلي “لاديس” وهو الذي قام بقتل زوجته لآتها قامت بقتل أطفالها .. لكنه بعد ذلك لا يصدق نفسه أنه فعل ما فعل ولا يصدق ما فعلته زوجته, لذا يصاب بمرض نفسي يهيئ له عالما يعيش به يكون فيه هو البطل بين أشرار يجب معاقبتهم على فعلتهم  .. و تم ربط العديد من الأمور في السجن و الأسماء و القصص بقصة “دانيلز” الحقيقية لكي يعالَج و يتعرف بنفسه  على الحقيقية ويعترف بما فعل.. وهنا نظرة المخرج بعدم كشف الموضوع حتى الدقائق الأخيرة لكي نرى الحياة كما يراها المريض النفسي و تخيلاته و القصص التي يقنع نفسه بها و يعيشها ..
بعد ذلك أي بعد سرد الحقائق من الطبيب النفسي “لدانيلز” يقتنع دانيلز بحقيقته , ويتذكر كل ما حدث و يعود لطبيعته و يأخذ العلاج الذي خطط له الطبيب النفسي “كراولي” مفعوله .. لكن في صباح ثاني يوم .. وكأن شيئا لم يحدث , نرى “دانيلز” جالساً على الدرج و متقمصاً شخصيته السابقة أي شخصية المحقق وكأن شيئا لم يحدث وكأن العلاج بلا فعالية..
يقول دانيلز لمساعده تشاك “نحن أذكي منهم .. أيهما أفضل أن تموت بطلا أم تموت كـ مجرم ” ..
أن أموت بطلاً للقصة التي ابتكرتها و كنت أعيشها وأصدقها أفضل من الموت في قصة حقيقية أكون بها مجرماً ..  إن صدّق واعترف في نفسه الحقيقية كمجرم سوف يموت و يعدم كمجرم , لكن إن بقى محافظاً على خياله المريض وبقي مريضاً نفسيا يعتقد أنه محقق فسوف يموت ويعدم كبطل.. على الأقل بنظر نفسه ..
قصة متماسكة في البداية .. ثم بدأت في التفكك .. منعطف حاد في النهاية ينسف الفيلم نسفاً .. وينهار البناء القصصي تماماً ..
لماذا اختار المؤلف هذه النهاية ؟؟ فقط للمفاجأة واستمراراً لأعمال التسعينات باختيار نهاية رخيصة فقط ؟؟
ام انه لم يستطع اختيار نهاية اخري ؟؟
محاولة فاشلة من سكورسيزي لارتداء زي بولانسكي ..
اصرار غريب علي جعل كل امر في العمل معلّق بالنهاية التي كانت بحاجه الي ان تكون اكثر منطقية واقناعاً ..
عجز هائل فيما يخص حالة الترابط بين المشاهد والشخصية الرئيسية ..

لم اتجن علي هذا العمل خصوصاً بعد المشاهدة الثانية ..

"لو أنني استطعت نزع عقلي، لاستمعت عيناي وأذناي بالفيلم".


6 / 10


Chinatown 1974







مده الفيلم : 2:11
التصوير : الولايات المتحده
التصنيف : R
طاقم تمثيل:
جاك نيكلسون
فاي دانواي
جون هيوستن، بيري لوبيز، جون هيليرمان، ديان لاد
اخراج: رومان بولانسكي
منتجين: روبيرت أيفانز
سيناريو: روبيرت تاون.
موسيقى: جيري غولدسميث. 
الشركة: Paramount Pictures

سكورسيزي وهيتشكوك وكوبولآ في غلاف من سودآويّـة بولانسكي وأفلام النوآر .. 
اثآرة هيتشكوك .. عمق نصوص كوبولا .. وجريمـة وادارة ممثلين سكورسيزي

ماذا عن النوار ؟؟
سينما النوار هي السينما التي تقدم جريمة ودراما اسلوبية .. تهتم في محتواها بالتصرفات المليئة بالتشاؤم والدوافع الجنسية .. وتمتد بجذورها من بداية العشرينـات حتي اواخر الخمسينات في القرن الماضي .. ولعل اهم ما يميز سينما النوار هو الاسلوب البصري المعتمد علي التصوير الخاص بالتعبيريه الالمانية .. وهو التصوير القاتم بالابيض والاسود ..
وحبكة النوار .. تحتوي في معظم الاحيان .. علي تحقيق تفصيلي في جريمة ما .. وغالباً ما يتعرض البطل الي مؤامرات والاعيب .. وعلاقات محرمة .. وشبهات مغلوطة ..
وعلي الرغم من ان الفيلم الاسود عرف اصلاً ضمن السينما الامريكية .. باتت بعض الافلام حالياً توصف بالنوار .. وخاصة مع بداية الستينات .. انتجت العديد من الاعمال بنفس خصائص سينما النوار .. وتسمي هذه الموجة باسم النوار الجديد
ولعل اشهر فيلمين في سبعينات القرن الماضي ضمن سينما النوار هما تحفة سكورسيزي سائق التاكسي .. وتحفة بولانسكي وانجازه الاعظم .. الحي الصيني ..

تدور قصة الفيلم .. حول محقق يسمي جيتيس .. يقوم بدوره المبدع جاك نيكلسون .. خرج من الحي الصيني بعد فساد الشرطة في هذه المنطقة .. وبدأ عمله كمحقق خاص .. تطلب منه امرأة تدعي انها زوجة رجل مشهور يسمي مولوراي ان يقوم بتصوير زوجها الذي يخونها مع امرأة غيرها .. ويكتشف جيتيس ان هذه المرأة مزيفة ولكن بعد ان يعطيها الصور التي نشرت في صحيفة مشهورة شوهت سمعة الرجل وزوجته الحقيقية ..
تبدأ احداث الفيلم في التداخل .. عندما تزوره زوجة مولوراي الحقيقية .. بوجهها الملائكي .. وشفتاها المرسومتان .. ونظراتها القوية .. وتهدده برفع دعوي قضائية .. ليبدأ جيتيس في البحث عن الحقيقة .. وتتصاعد الاحداث الي الذورة بخبر مصرع الزوج
ومع تقدم احداث الفيلم يكتشف جيتيس ان الامر يتعلق بسرقة المياه
ويدخل جيتيس في علاقة مع زوجة مولوراي ويشعر ان الكل يكذب عليه وتتعقد الاحداث .. حتي تعترف له بالسر الاعظم .. وهو ان ابنتها هي في نفس الوقت اختها من والدها .. ليختتم الفيلم بنهاية غاية في السوداوية والعظمة في نفس الوقت

دور الممثلين
نيكسلون هنا يقدم واحد من اعظم اداءاته علي الاطلاق .. شخصية زكية .. قوية الملاحظة .. ثيمات معينة في الاداء تخلده في الذاكرة .. اشعاله سجائره .. نظراته الواثقة .. دهائه وحنكته وخبرته واصراره علي كشف الجريمة ..
اما باقي طاقم التمثيل قدم ما عليه من نماذد بحرفية واتقان شديدين .. خصوصاً دور السيدة مولوراي بكل ما حولها من شكوك وخبايا ..

دور الاخراج
لعل بولانسكي هنا هو سر تفوق العمل .. بولانسكي نجح في امتصاص مواطن القوة في النص السينمـائي .. وحوله الي تحفة سينمائبة بكل معاني الكلمة .. اهتمام بولانسكي بالتفاصيل ودواخل العمل سر من اسرار قوة العمل .. فمثلاً نطق جيتيس باسم جيتس اكثر من مرة .. منح شخصية الاب سطوة ونفوذ واستهتار بمن حوله .. الميزة الاعظم التي نجح بولانسكي في اضافتها للعمل .. هي الترتيب المتميز للاحداث .. بحيث كان كل مشهد في الفيلم .. يكشف غموض ما قبله ويزيد من غموض ما بعده .. دون ان يخل ذلك بتوازن الفيلم طوال ساعتين وهما مدة عرض الفيلم ..


فيلم وثائقي عن الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب

يروى الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب قصة حياته في فيلم وثائقي لشبكة (اتش.بي.او) التلفزيونية سيبث في يونيو القادم.
 
وقالت الشبكة يوم الخميس ان الفيلم الوثائقي -الذي سمي (41) وهو ترتيب بوش فيقائمة رؤساء الولايات المتحدة- سيتناول طفولته واسرته وحياته المهنية التي بدأها كطيار شارك في الحرب العالمية الثانية ثم مديرا لوكالة المخابرات المركزية ثم نائبا للرئيس وصولا الى البيت الابيض.
 
وجرى تصوير الفيلم على مدار 17 شهرا في منزله في مدينة كينبنكبورت بولاية مين وفي مكتبته الرئاسية بولاية تكساس وسيذاع بعد يومين على عيد ميلاده الثامن الثمانين الذي يوافق الثاني عشر من يونيو.
 
وقالت (اتش.بي.او) ان بوش وافق على المشاركة في الفيلم الوثائقي بعد الاجتماع بالكاتب والمخرج جيفري روث ومشاهدة فيلم له عن هبوط رواد المركبة الفضائية أبولوعلى القمر.
 
وكان بوش الاب رئيسا للولايات المتحدة بين عامي 1989 و1993. ورغم نشره مجموعةرسائل ويوميات في 1999 فانه لم يكتب سيرته الذاتية أو مذكرات عن السنوات التي قضاهافي السلطة

تصميم : باســم